ahmad-salama
مشرف عام
عدد المساهمات : 201
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 64
 | موضوع: شجرة الدر(الضر من الضرر) التي أفسدت الحياة السياسية في مصر  السبت 23 أبريل 2011, 11:33 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
شجرة الدر(الضر من الضرر) التي أفسدت الحياة السياسية في مصر
مطاردة الفساد عملية مرهقة. أشبه بمطاردة المرض الخبيث.
وإخلاء الجسم منه «الوطن» مسألة شاقة جدا خصوصا إذا تمكن وانتشر، لذا فإن البتر فى مثل هذه الظروف هو الحل الوحيد. برغم ما يستوجب من تضحيات جسام
لماذا؟ الجواب يقول: للفساد والمفسدين ألف وجه ولون. تتعدد بتعدد مهام الفاسد فى المجتمع، وتكون الكارثة أكبر وأعم إذا كان صاحبه مسئولا كبيرا أو اغتصب لنفسه مسئولية ضخمة كبيرة تمكنه من بسط نفوذ طموحاته على ربوع الوطن
وأمامنا حالة زاعقة لا تخطئها عين. امرأة طموح مكنها مناخ الضعف والفساد. من مجرد زوجة لرئيس الجمهورية إلى حاكمة مستبدة تخطط وتنفذ ما شاء لها هواها حتى وإن كان الثمن هو مستقبل البلاد ومن فيها.
أراك عزيزى تهتف باسمها دون عناء وتقول: لا غيرها إنها سوزان مبارك. تلك المتهمة فى ذمتها المالية فى مجالات كثيرة بما يستوجب عقابها كما قال القانونيون بالسجن 45 عاما، وكذا جرائمها فى مجال الآثار بيعا وتخريبا وتنفيذا لأهواء دول غربية وصهيونية فى محاولاتهم لتهويد التاريخ.
كل ذلك وغيره ربما كان آثارا جانبية لفسادها الأكبر وهو إفساد الحياة السياسية برمتها فى مصر، حتى تحولت كما قلنا من مجرد زوجة لرئيس الدولة إلى حاكمة للدولة.
قصة لا يقف عند حدودها إلا خبير بدقائق أمورها ومتابع لتفاصيلها، وهذا ما نحاول عرضه فمن يحدثنا قطب من رجالات المخابرات الحربية «الأمن القومى» جعل من رصد وباء «سوزان مبارك» هدفا أسمى لإنقاذ البلاد منه. بعد كشف أستاره. وقد دفع فى سبيل ذلك الكثير من كل شئ، بدءا من تليفون منزله الأرضى الذى أصابه الخرس المفاجئ سنوات طوالاً وحتى التهديد بالاعتقال ثم المطاردة فيما ارتضاه لنفسه من حياة سياسية حزبية، جعل منها جبهة أخرى لكشف المخطط الرهيب للسيدة سوزان مبارك فى تخريب الحياة السياسية فى بلادنا، والذى يمثل توريث الحكم لولدها إحدى مفرداتها.
- نبدأ الرحلة مع اللواء محمود زاهر، ليجيب لنا عن السؤال: كيف تحولت سوزان ثابت من مجرد زوجة حاكم إلى الحاكم الفعلى؟
- شرد الرجل بعينيه بعيدا، وكأنه يشاهد شريط الأ حداث يتوالى أمام عينيه، يستعرض البداية ثم عاد إلينا ملخصا الحالة كجراح ماهر قائلا: خلاصة القول: لولا إدراكها لنقاط ضعف زوجها واستعلائها بذاتيها الشديدة، ما كانت سوزان مبارك بهذا التوحش.
ثم بدأ المفكر الإستراتيجى لواء المخابرات السابق محمود زاهر سرد مفردات رحلة إفساد الحياة السياسية فى مصر، قائلا: تعلمت حتمية دراسة المواقف قبل أن أقف بها، وفى دراستى لشخصية سوزان مبارك كإنسانة أصبحت بموقع مؤثر سياسيا أستطيع أن أقول هى شخصية تعشق ذاتها، وبذات القدر هى ذات ولع بالتحكم وفرض السلطان أما ما هو أسوأ فهو عدم انتمائها للمصرية العربية الإسلامية، والإسلامية على وجه الخصوص.
وقال محدثى: برغم أن التخريب المادى والاقتصادى لمقدرات الناس ونهب أموالهم شئ بشع، فإنه ليس قاتلا، ويمكن تعويضه على المدى القصير والطويل والقريب والبعيد، يمكن أن يصبر الإنسان على جوع بطنه، لكن إذا تم تخريب عقله، فقد حكمت عليه ليس بالإعدام فقط بل جعلته دمية يلهو بها كل عابث.
هكذا خططت تلك السيدة للشعب المصرى، بل وللأمة العربية.
وذلك يعود إلى جذورها الإنجليزية، وانتمائها للحضارة الغربية وليس الإسلامية العربية، وذلك ما تجلى فيما أسمته نهوض المرأة وتمكينها، لكن على النمط الأوروبى، وقد وقف الأزهر فى وجه تلك التغييرات مرات عديدة ورفض أكثر من مشروع قانون فى هذا الشأن.
أعود إلى نقطة مهمة جدا وهى، لولا إدراكها لنقاط ضعف زوجها ما كانت سوزان مبارك.
أراك تسأل وما نقاط ضعف حسنى مبارك التى جعلت من طموح سوزان وشبقها السياسى ما جعلها تتربع على عرش مصر.
الإجابة الأولى فى هذا الشأن وذلك مثبت ضمن دراسات نفسية للرجل، أنه كان يعيش ويفكر بعقلية الموظف. يميل إلى الرتابة والترتيب والتنظيم الذى هو ضد الطموح و التطلع إلى سقف أعلى.
وخير دليل على ذلك تصريحاته هو عندما استدعاه الرئيس السادات على غير علم بما هو ذاهب إليه تفصيلا، وكان يتمنى أن يكون «سفيرا يعمل قرشين للعيال».
نقطة الضعف الأخرى هى الفارق الاجتماعى أو ما يعرف بالمستوى الاجتماعى، فمعروف أن المستوى الاجتماعى لمبارك كان بسيطا جدا بالمقارنة للمستوى الاجتماعى لسوزان ثابت، وذلك ليس عيبا إذا كانت الشخصية قوية كما كان الرئيس عبدالناصر والرئيس السادات.
أضف إلى ذلك افتقاد شخصية مبارك لكاريزما الرئيس التى رسخها عبدالناصر فى وجدان المصريين والعرب، وعانى السادات طويلا حتى استبدلها بكاريزما خاصة به تختلف عن عبدالناصر، لكنها كانت كاريزما رئيس دولة كبيرة ومشهور عن مبارك منذ أن كان ضابطا صغيرا، الشدة والعنف وانعدام الصداقات، وذلك مقبول إلى حد ما فى الحياة العسكرية.
وأيضا يتدخل علم النفس هنا، فكثير ممن يتميزون بتلك الصفات فى مجال عملهم ينقلبون إلى ضده فى بيوتهم أو على الأحرى أمام نسائهم إذا كن ممن يتمتعن بسقف عال من الطموحات.
86 بداية الرحلة
بدأت رحلة صعود سوزان مبارك - كما يقول اللواء زاهر - فى عام 1986، يعنى فى الفترة الرئاسية الثانية للرئيس مبارك، وكانت السنوات الأولى بمثابة تخطيط لحلمها الأساسى، ومن 86 وحتى عام 1992 تأسس لها الدعم الخارجى والدولى الذى تم منه إطلالتها على المجتمع من خلال ما هو مقبول شعبيا وسياسيا فى مشاركات أعمال منتديات اجتماعية تحت غطاء ما يسمى بمؤسسات العمل المدنى الأهلى، مثل منظمات الروتارى والليونز والأونرويل، ومن بداية سنة 1992 التى أقرت الصهيونية بها قانون فرض الأمر الواقع، بدأت سوزان تبدى وجهها السياسى ومناداتها بحق المرأة، ثم حتمية تمكينها ومساواتها الكاملة مع الرجل، وهكذا بدا قطاع المرأة والطفل حكرا لأوامرها.
ننتقل إلى محطة أخرى من محطات صعود سوزان مبارك فى طريقها الطويل نحو سدة الحكم، وكان حدثا اهتزت له مصر بعنف وصدر قرار رئاسى بإنشاء وزارة جديدة استمرت لمدة شهرين فقط حتى أدت مهمتها المطلوبة وهى وزارة السكان وترأسها الدكتور ماهر مهران طبيب النساء.
يقول اللواء زاهر: منذ عام 1994 وتحديدا بانعقاد مؤتمر السكان الأول واستضافتها له بالقاهرة، وتدليس توصياته الشاذة عرفيا ودينيا بترجمتها للعربية بعد تحريفها، سقط القناع عن قباحة وجهها السياسى الصهيونى، وبدأت مؤتمرات بكين وبكين + 5، وهكذا.
وفى حينها عصفت بالجماهير عواصف الرفض، وأظهر الإعلام المعارض المشاهد القبيحة التى حدثت فى فاعليات المؤتمر وتوصياته، وتصدى علماء الدين الإسلامى والمسيحى لتلك الهجمة التى ما إن هدأت عواصف الكلام حتى بدأت الرحلة من جديد تستأنف غزوها لمجتمعاتنا.
وبدأت التكريمات الخارجية تنهال عليها من المحفل الماسونى الصهيونى، الذى اكتمل فى عام 1992 وهى سنة فرض الأمر الواقع، ثم الدكتوراة الفخرية والهدايا فى إطار إعدادها كشخصية عالمية، كان هذا الأمر يعلى من شأنها عالميا ويكسر ويقلل من دور مصر، وهكذا بدأت حدودها الدولية طبقا لتنفيذ المخطط الصهيونى العالمى، ثم فيما بعد حركة سوزان مبارك من أجل السلام، وهكذا.
وفيما بعد كانت تمشى وخلفها الوزراء ورئيس الوزراء كأنها حاكم وليس زوجة حاكم، ثم فيما بعد بدأت تصدر قوانين وتصنع مجالس، حتى قال جمال مبارك عقب انتخابات 2005 وكأنه حاكم جديد «بدأنا التصحيح و التخطيط السليم لمصر»، وكانت هى خلف الكلمات.
نعود إلى ما كنا بصدده.
وحينذاك بدا التأثير السلبى على الإقليمية العربية والذى بدأ بالشيخة فاطمة، زوجة أمير دولة الإمارات العربية ثم جاءت بعدها الأميرة رانيا زوجة ملك الأردن، وبدأ الخط السياسى الطاغى على سياسة مصر فى الظهور المتبجح، وبلغت البجاحة السياسية تفترض ذاتها حين صدق رئيس الجمهورية - زوجها - على تأسيس ما يسمى بالمجلس القومى للمرأة والسماح لها بالتمويل الداخلى والخارجى والمشاركة الفعلية فى رسم سياسة مصر.
سألت اللواء زاهر: ألا يعد ذلك نشاطا نسويا يليق بزوجة رئيس الدولة ونحن نبالغ فى تفسيره؟ أم أن هناك دلائل على ما يمكن أن يسمى بالدمج السياسى أو التدخل السياسى أو الاستغلال السياسى من جانب زوجة الرئيس؟
قال: الدلائل كثيرة جدا، والوقائع ليس لها آخر، وإذا أردنا مثالا لذلك فلنعد بالذاكرة إلى الأسبوع الأخير من شهر فبراير 2000، حين ذهب رئيس الدولة وجميع الوزراء والمحافظين وعلى رأسهم رئيس الوزراء د. عاطف عبيد لافتتاح مجلس «الزوجة» أقصد المرأة وتدشين رأسها كرأس شريك فى ملك مصر وليس حكمها فقط، ولم يلمس وجدانه شئ من الخجل «أقصد مبارك» حينما ذهب بكل خدمه السابقين بعد أسبوع واحد فقط، أى فى أول مارس 2000 ليحضر أول جلسة اجتماع لنساء مصر صنيعة الصهيونية، ويلقى من خلالها على الأمة خطابا، أكدت كلماته أن مصر ارتدت ثوب النساء، ثم ترك جميع سدنة حكمها وعلى رأسهم عاطف عبيد وانصرف ليتعلموا بنود سياسة المستقبل، وكأن ليس لهم عمل غير التخديم على سيدهم وسيدتهم سوزان، وبدأ فجر سياسة سوزان الصارخ.
بداية مخطط التوريث
كانت بداية انطلاق سوزان مبارك - كما أوضح اللواء زاهر - كشخصية مستقلة منذ مؤتمر السكان الأول ثم المؤتمرات التى تلته حتى عام 1998، وهنا بدأت فكرة توريث الحكم بعدما شب عن الطوق تعلم فى بريطانيا معقل الصهيونية ومقاومة العروبة والإسلام.
ولأن جمال الابن الأصغر كان يميل عاطفيا إلى والدته بعكس الابن الأكبر علاء، لذا جعلت منه سوزان رأس حربتها للفوز بامتلاك مصر، فشخصية جمال كان من السهل لها أن تسيطر عليها.
وكان التمهيد لذلك بدخول جمال معترك رجال الأعمال ومجلس التعاون الاقتصادى الأمريكى، وهكذا حتى تولى أمانة سياسات الحزب الوطنى وأمين عام مساعد الحزب، ثم التعديلات الدستورية التى تمهد طريق التوريث لجمال وحده.
ويضحك اللواء زاهر وهو يقول: من طرائف تدخل الهانم فى إدارة شئون الدولة هو ما يتعلق بأطباء طفولة جمال وعلاء، فبعد أن كبرا تم تعيين د. حسين كامل بهاء الدين، ود. محمود الشريف طبيبى الأطفال، بهاء الدين وزيرا للتعليم، والحق يقال إن عصر بهاء الدين كان بداية انحطاط التعليم وفساده، ثم تعيين د. محمود الشريف وزيرا للحكم المحلى، وقبلها محافظا للقاهرة، ومعروف أن الحكم المحلى فى تاريخ مصر بلغ فساده للركب كما قال المتهم بالفساد المدعو زكريا عزمى.
- بمناسبة ذكر تعيينات الوزراء هل كان لسوزان مبارك نصيب مفروض فى تعيين الوزراء؟
ابتسم اللواء زاهر ابتسامة ماكرة تجيب عن السؤال وكأنه يقول: وهل هذا سر؟ إن طوب الأرض يعرف ذلك.
ثم قال: كانت لها كوتة محددة من الوزراء: الثقافة والتعليم وأحيانا الخدمة الاجتماعية أو التعاون الدولى أو القوى العاملة، ولم تكن تلك الكوتة وما تلاها من كوتة النساء بمجلس الشعب هى حدود سلطانها، خصوصا حين اجتمع سلطان ابنها جمال وعصابته الرأسمالية إلى سلطانها.
ويفجر اللواء زاهر مفاجأة غريبة قائلا: بعد إعلان مسئوليته الكاملة عن هذا، منذ عام 2005 والرئيس مبارك مرفوع من الخدمة، مجرد شكل رئيس دولة ليس فى يده سوى القوات المسلحة والداخلية، وباقى الحكومة من اختيار الهانم وولدها جمال، هل نتخيل أن الرئيس يصدر أوامر للوزراء بعمل معين فيتصل الوزير بالهانم يعرض عليها أوامر الرئيس فى انتظار الأمر بالتنفيذ أو عدمه.
ببساطة كانوا موظفين وليس صناع قرار.
وكان سؤال: وأين كان دور المخابرات والمؤسسة العسكرية ومصر مقبلة على كارثة؟
الروتين اليومى لرئيس المخابرات الحربية هو أن يعطى للرئيس المعلومة مركزة فى هيئة تقرير عن الحالة الخارجية والداخلية، وبالفعل كان يتم ذلك، لكن كان مبارك أضعف من أن يفعل شيئا.
- ربما كانت تحجب عنه التقارير؟
- لا. فتقرير رئيس المخابرات الحربية ليس بينه وبين الرئيس طرف آخر مهما كان، وكان يقوم بهذه المهمة اللواء عمر سليمان، لذا كان هذا الرجل المخلص لبلاده من الشخصيات المكروهة جد ا لسوزان مبارك.
ولا أذيع سرا أنه فى الفترة الأخيرة كانت الأمور تتردى بشكل مؤسسى.
ثاني الشخصيات التى كانت مكروهة جدا عند سوزان هو اللواء محمود زاهر، فقد تصدى للعديد من مشروعات الصهيونية فى مصر على رأسها الاحتفال الماسونى بالألفية الجديدة الذى أخرجه الفرنسى الشاذ صديق فاروق حسنى ميشيل جار، وهى ما يسمى بالهريم الذهبى.
سبق ذلك قبل حرب أكتوبر 24 عملية فدائية مخابراتية خلف خطوط العدو.
- ألم تخش سوزان مبارك أن تضع الرئيس فى حرج؟
- أقول لك خلاصة المسألة: كانت من مصلحة سوزان اختفاء مبارك عن الساحة بعدما تم الأمر لجمال من وجهة نظرها.
- ما معنى ذلك؟ إنه كلام خطير!
- هى الحقيقة، وهو ما حدث بالفعل وتلك شخصيتها وطريقة تفكيرها وحجم مبارك لديها منذ زمن طويل.
- وهل كانت المؤسسة العسكرية ستسمح بذلك؟
- الحقيقة إننا كنا فى حيرة كبيرة ولا حل سوى انقلاب عسكرى ومعنى ذلك كارثة كبرى لمصر.
- هل يفسر ذلك عدم التصدى للمتظاهرين وعدم الاعتداء عليهم؟
- سأقول لك مفاجأة: الحقيقة إن المظاهرات كانت طوق نجاة أرسله الله لمصر، وكنا فرحين بها جدا، فقد أعطتنا الأمل، فهى كما أسميتها فى عدة مقالات «ثورة بروح من الله»، لأن البديل كما قلت انقلاب عسكرى له ما بعده.
- وهل كل أجهزة الدولة على علم بما تعلمه المخابرات الحربية؟
- الحقيقة إن البلاد كانت تمر حالة رتابة غريبة سببها هذه السيدة، فمثلا مؤسسة الرئاسة كانت تتكون أخيرا من أربع جهات: الأولى مخابرات الرئاسة، وهى منفصلة عن المؤسسة العسكرية وعملها هو شخص الرئيس، وكان لسوزان باع طويل عليها، بل كانت تتجسس على جهات أخرى لحسابها.
الجهة الثانية الحرس الجمهورى، وهو يتبع المؤسسة العسكرية، لكن أوامره من الرئاسة، وكان يسافر مع الرئيس فى كل مكان، وكان مسموح له بتجاوزات كبيرة، مثلا لا يتم تفتيشهم فى المطار والموانئ، سواء فى الذهاب أم الإياب، ويعلم الرئيس بذلك، وكان هذا سبب فساد كبير.
الجهة الثالثة: حاجة اسمها مجموعات خاصة مثل شركات الحراسة الأجنبية مثلا «بلاك ووتر» الأمريكية ، وهى مستحدثة مهمتها أسرة الرئيس، وبالترتيب جمال - سوزان - مبارك، وتسمي مجموعة مكافحة الإرهاب والشعب، وقد أنشئت فى عام 2003.
أما الجهة الرابعة فهى الحزب الوطنى والشرطة.
ويكمل اللواء زاهر: لم يقف جبروت سوزان إلا عند أعتاب المؤسسة العسكرية فقط، وكذا عتبة القضاء الإدارى «أى مجلس الدولة»، وهى العتبة التى كادت تسقط لولا ثورة الشعب فى 25 يناير.
ومن أبرز الأسماء التى ارتبطت بسوزان من الوزراء فاروق حسنى الذى بدأ معها الرحلة منذ عام 1996، وأيضا أنس الفقى الطفل المدلل والخادم المطيع فى نفس الوقت، ود. آمال عثمان ومشيرة خطاب، والمطرب محمد ثروت، والمهندس أحمد عز نزيل سجن المزرعة.
نائبا الرئيس
- سألتك عن نية تعيين نائب للرئيس وقلت لى كانا نائبين وليس واحدا. ما الحكاية؟
- ابتسم اللواء زاهر كعادته قبل بدء الكلام وقال: هذا صحيح، لكن سطوة السيدة سوزان وعلو كعبها على زوجها أفسدا كل شئ، و الله يشهد أن مبارك قد سمع منها كلاما سيئا للغاية لا يليق بزوج أو رئيس الجمهورية.
ففى عام 2005 كانت النية لاختيار نائب رئيس للجمهورية وتم تحديد اللواء عمر سليمان وآخر ليكونا نائبين الرئيس.
- من هو الآخر سيادة اللواء؟
- أتحفظ على الإجابة. دعنا نكمل، تدخلت سوزان ومزقت الفكرة، وقالت للرئيس: «هتسيبنا للخونة دول؟!» ثم تكرر الأمر، قبل الثورة بعام ونصف العام وتكرر السيناريو «هتسيبنا للخونة ولاد الـ .. دول؟» وجن جنونها أن الفكرة مازالت قائمة.
وعندما قامت الثورة هاجت وماجت وزعقت فى مبارك: مش قلت لك خونة، شوفت كلهم خونة، الطريف أن الرئيس كان لا يغضب مع أنه كان يغضب منا لأشياء بسيطة، وتلك هى شخصيته تجاه زوجته التى دمرت كل شئ.
- هل كانت سيطرتها على سلسلة مكتبات الأسرة والطفل والإسكندرية جزءا من مخططها للسيطرة؟
- بل والسيطرة على التعليم بمدارسه ومناهجه والثقافة بصفة عامة، والإعلام، وذلك جزء لا يتجزأ من سياستها الصهيونية للتحول إلى النمط الاجتماعى الأمريكى على وجه الخصوص، والغربى بصفة عامة فى مواجهة النمط المصرى العربى الإسلامى، وكما نعلم فإن التعليم، خصوصا الأساسى منه هو بداية أو نهاية مجتمع.
- سؤال أخير: فى أى باب تضخمت ثروات سوزان التى بدورها هدمت ثروة مصر؟
- ميزانية مصر وخزينتها المركزية وشبكة المؤسسات المصرية والتخطيط الاستثمارى بكل خفاياه المالية وعمولاته والتجارة وسبل إدارتها، كل ذلك كان ملكية خاصة لعائلة مبارك تقوده سوزان، وتلك فقط عناوين يطول شرحها، ولكن هل نفع كل ذلك؟ | |
|
