عدد المساهمات : 201تاريخ التسجيل : 21/09/2009العمر : 64
موضوع: نبذة مختصرة عن المعارك و الثورات في فلسطين الأحد 28 فبراير 2010, 11:41 am
المعارك في فلسطين
-----------------------------------------
المعارك و الثورات في فلسطين
... .. . بسم الله الرحمن الرحيم
المعارك والثورات في فلسطين: بعيداً عن العالم القديم لم تكن هناك حضارة تذكر، والحضارة لها وبهان بالطبع، وجه جميل يتمثل فيما تخلفه من إبداعات ووجه قبيح يتمثل في الحروب التي تشن لسبب أو آخر كالدفاع عن حدود أو اكتساب أراض جديدة أو حتى نشر فكرة أو معتقد.
وكلما المنطقة معينة أكثر بالحضارة كلما ازداد عدد الحروب فيها، لازدياد الطامعين في أراضيها وثرواتها.
فلسطين لم تكن استثناء، فعلي مر التاريخ واجهت العديد من المعارك والحروب مع دول مختلفة وحضارات مختلفة وديانات مختلفة، هذه المواجهة فرضها الموقع الذي تتمتع به فلسطين من حيث كونها طريق مرور سواء من الشمال إلى الجنوب أو من الغرب إلى الشرق وبالعكس، مما أدى إلى وقوع عدد كبير من المعارك على أرضها، معارك كان لفلسطين أحياناً دخل فيها، وأحياناً أخرى كانت مجرد أرض تجري فوقها المعركة.
سنحاول في هذا الملف استعراض أهم المعارك والثورات التي حدثت على أرض فلسطين.
حرب الاستنزاف السورية الإسرائيلية:
بدأت حرب الاستنزاف السورية الإسرائيلية في هضبة الجولانو أو اكأو في 12/3/1974 بعد أن قامت إسرائيل بعدة مناورات على الجبهة السورية مستقلة اتفاقية فصل القوات مع الجانب المصري، استمرت هذه الحروب حوالي 82 سوماً حتى تم الاتفاق على فصل القوات السورية والإسرائيلية.
كانت حرب الاستنزاف نوع من الضغط العنيف أثناء المفاوضات الخاصة بفصل القوات، وكانت الأداة الأساسية لهذه الحرب هي المبارزة بالنيران مع استخدام الكمائن والهجمات المحدودة والإغارات.
بقيت المبادرة في هذه الحرب بيد القوات السورية، لأن إسرائيلي لم يكن لديها هدف استراتيجي إيجابي في هذه الحرب، بل اقتصر هدفها على منع سوريا من تحقيق هدفها، بينما كانت الأهداف السورية واضحة وهي:
1. إلحاق خسائر يومية تتراكم تؤدي إلى تغيير نوعي.
2. خلق حالة من انعدام الأمن للقوات الإسرائيلية.
3. تثبيت عدم قبول سوريا للوضع الراهن.
4. منع إسرائيل من تحصين مواقعها أو خطوطها القتالية.
5. إجبار إسرائيل على وضع جيشها في حالة تعبئة مستمرة.
6. السيطرة على قمم جبل الشيخ لتحسين الوضع الاستراتيجي للترتيب القتالي السوري.
أدى استمرار الاشتباكات إلى تعاظم الدعم العربي والعالمي لسورية، فاستمرت في تنفيذ خطة حرب الاستنزاف التي تصاعدت حدتها في شهر نيسان 1974، تميزت باستخدام إسرائيل لاعتدة أمريكية جديدة كالقنابل الحرارية والصواريخ الموجهة تلفزيونياً، كما تميزت معارك شهر نيسان بجودة التحصين الهندسي السوري الذي أقامته وحدة المهندسين والعسكريين السوريين، وتميزت كذلك بضرورة المعارك وشراستها، وقد دارت أعنف هذه المعارك يوم 19/4/1974 واشتركت فيها مجموعة كبيرة من الطائرات الإسرائيلية والسورية.
في بداية شهر أيار قامت القوات السورية بعملية نوعية أدت إلى مقتل 22 عسكرياً إسرائيلياً وأسر 3 جنود.
في نهاية شهر أيار 1974 توقفت الأعمال القتالية بعد أن تم التوصل إلى اتفاق لفصل القوات، أخلت إسرائيل بموجبه مدنية القنيطرة وأجزاء من الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
حرب الاستنزاف المصرية الإسرائيلية:
منذ انتهاء حرب 1967، وحتى بداية حرب الاستنزاف المصرية الإسرائيلية، قامت إسرائيل بسعي محموم لتثبيت مواقعها المحتلة وإحباط المشاريع العربية لإعادة إنشاء القوات المسلحة وتطويرها فكانت تقوم باعتداءات متوالية مثل معركة راس العش يوم 1/7/1967 في محاولة لاحتلال مدنية بورفؤاد المصرية، ومحاولة تدمير المنشآت الدفاعية المصرية على الضفة الغربية للقناة، دخول المدمرة الإسرائيلية إيلات إلى المياه الإقليمية المصرية وإغراقها بصواريخ مصرية، تبادل للقصف المدفعي على جبهة الإسماعيلية، قيام إسرائيل ببناء خط بارليف الدفاع على طول الضفة الشرقية للقناة.
تابعت إسرائيل اعتداءاتها فيما تعززت القوات المصرية بوصول الأسلحة السوفيتية، مما حد بالقيادة السياسية المصرية لاتخاذ قرار بتطبيق استراتيجية عسكرية جديدة هي حرب الاستنزاف التي بدأت فعلياً يوم 8/3/1969. وأعلن الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر ببدء مرحلة جديدة من الصراع هي مرحلة الاستنزاف. وقد حدد لهذه الحرب مجموعة أهداف:
1. تدمير تحصينات خط بارليف.
2. جعل الحياة مستحيلة على الإسرائيليين شرقي القناة.
3. زرع الروح الهجومية لدى الجندي المصري.
4. تعويد القوات المصرية على عبور القناة والعمل خلف الخطوط.
استمرت الحرب لمدة 17 شهراً وقد استشهد قائد قوات الأركان عبد المنعم رياض في ثاني يوم من حرب الاستنزاف في مدينة الإسماعيلية بعد أن سقطت مجموعة قذائف قرب مقره فتولي أحمد إسماعيل علي رئاسة هيئة الأركان مكانه.
شعرت إسرائيل أن العمليات المصرية وخصوصاً ما تنفذه وحدات المغاوير قد بدأت بالتأثير على معنويات جنودها وسكانها فقامت بعملية يوم 20 تموز دمرت خلالها موقع رادار وعادت إلى قاعدتها بعد أن فقدت 6 قتلي. وابتداء من يوم 20/7/1969 اتخذت الحكومة الإسرائيلية قراراً بالموافقة على إشراك سلاح الطيران في المعركة، فقامت بسلسلة غارات استمرت 10 أيام.
رغم ذلك عجزت إسرائيل عن وقف عمليات الاستنزاف المصرية، فعمدت إلى إشراك سلاح الطيران بشكل مباشر، فقام بغارات عديدة استهدفت مواقع بطاريات الصواريخ المصرية المضادة للطائرات وقصفت الطائرات الإسرائيلية كذلك مصنعاً للحديد والصلب في 12/2/1970 مما أدى إلى استشهاد 70 عاملاً في أبو زعبل، وبعدها بأيام أسقطت إسرائيل قنبلة على مدرسة بحر البقر الابتدائية مسببة ضحايا كثيرة من الأطفال.
بعد ذلك بدأت المعدات السوفيتية الأكثر تطوراً بالوصول إلى مصر، فأصبحت الطائرات الإسرائيلية تسقط تباعاً بعد أن نجحت مصر في إقامة شبكة مضادة للطائرات تغطي العمق المصري، وفي شهر تموز 1970 شهد الطيران الإسرائيلي كارثة حقيقة بفقدانه 25 طائرة.
في 8/8/1970 قبلت مصر وإسرائيل التوقف عن إطلاق النار وهكذا انتهت حرب الاستنزاف
معركة الأقحوانة: كثر الطامعون في إخراج الفاطمين من بلاد الشام، ومن بينهم بنو مرداس، وكان مؤسس دولتهم هو صالح بن مرداس الكلابي، الذي انتزاع حلب من منصور بن لؤلؤ عام 1023م، وكان بنو الجراح يطمعون في حكم فلسطين، وكان لسنان بن عليان مطمعاً في إقامة ملك في بلاد الشام.
كان من الطبيعي أن يقوم حلف بين صالح بن مرداس وحسان بن الجراح وسنان بن عليان علي أن يتعاونوا على طرد الفاطميين وافتسام البلاد، المرداسيون في الشمال وبنو الجراح لهم من الرملة حتى حدود مصر، ودمشق ومحيطها لسنان وجماعته.
لم يكن الخليفة الظاهر غافلاً عما يحدث، فأرسل جيشاً ضخماً مجهزاً (1030م) بقيادة أمير الجيوش أنوشتكين الدزبري فانتصر الدزبري وقتل صالح بن مرداس وهرب حسان بن الجراح إلى البيزنطيين واسترد الفاطميون سوريا بهذا النصر.
جرت الموقعة عند الأقحوانة وهي مكان على طريق الأردن- سوريا- فلسطين جنوب مدينة طبريا على نهر الأردن.
معارك باب الواد:
باب الواد عبارة عن ممر يربط السهل الساحلي بجبال القدس، وتتشعب منه طرق كثيرة مثل القدس والرملة وبيت جبرين وعرطوف وغزة ورام الله. وتطل عليه قرى مثل عمواس واللطرون وتل الجزر وأبو شوشة وبيت نوبا ويالو.
ولأنه مفتاح القدس، فإن له أهمية عسكرية عظيمة، ودارت فوقه معارك عظيمة عبر القرون، فعنده قام صلاح الدين بصد هجوم ريكاردوس قلب الأسد، (12م)، وفي موقعه وقف المقدسيون في وجه إبراهيم باشا سنة 1834م، ودارت فوقه معارك دامية في الحرب العالمية الأولى بين الأتراك والإنجليز (1917).
عمل العرب على قطع الطريق على الصهاينة الذين أرادوا احتلال باب الواد بعد قرار التقسيم، فتجمع المقاتلون من القرى المجاورة لباب الواد، وكانوا في البداية 300 مقاتل على رأسهم الشيخ هارون بن جازي أحد شيوخ قبيلة الحويطات شرقي الأردن، وقد انضموا على لواي قوات جيش الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني.
قامت القوات العربية بتخريب الطريق وإتلاف أنابيب المياه التي توصل الماء للأحياء اليهودية، ثم أخذوا يتصدون للقوافل اليهودية المحروسة التي تمر كل أسبوع بباب الواد.
فقد هاجموا القافلة يوم 1/3/1948 وقتلوا 4 من رجالها، وفجروا الألغام تحت السيارات الصهيونية يومي 12،13/3، وقتلوا 5 من ركابها، وفي 19/3 قتلوا 15 رجلاً بعد أن هاجموا القافلة، مع اشتداد وطأة الهجمات استنجد يهود القدس بسلطان الانتداب التي وضعتن في عرطوف قوة بريطانية من 200 جندي لحماية القوافل الصهيونية.
حاولت القوات الصهيونية ليلة 31/3، احتلال التلال المشرفة على باب الواد، لكن العرب اشتبكوا مع القافلة قرب مستعمرة خلدة مما خلف قتلي كثيرين في الجانبين، ولكن الأهم أن العرب استطاعوا دحر الصهاينة وإعادتهم إلى خلدة وغنموا بعض السيارات.
في 16 نيسان هاجم العرب بقيادة أحمد زونا والشيخ هارون بن جازي قافلة من 250 سيارة عسكرية عند دير أيوب، استمرت المعركة حتى الساعة الرابعة عصرا وانتهت بتدمير 60 سيارة والاستيلاء على 15 سيارة أخرى وكمية من الأسلحة.
يوم 10 أيار حدثت معركة كبيرة أيضاً يوم 13 أيار بمقتل 300 صهيوني، وتمسك العرب بالموقع حتى تسلم الجيش الأردني الموقع في 15/5/1948. معركة بيت سوريك
تقع بيت سوريك شمال غرب القدس، وتشرف على الطريق بين السهل الساحلي والقدس. وقام عبد القادر الحسيني ببث العيون لجمع المعلومات عن الأنشطة العسكرية للصهاينة، فكان من ضمن الأبناء التي تلقاها أن الصهاينة سيرسلون إلى القدس قافلة من السيارات تحمل التموين يوم 19/1/1948، وأفادت المعلومات أن القافلة سيحرسها الصهاينة والبريطانيون.
عقد عبد القادر الحسيني اجتماعاً مع قادة قطاعات قرى ساريس والقسطل وقالونيا وصوبا، وكان في الاجتماع كامل عريقات وإبراهيم أبودية، وتم في هذا الاجتماع وضع خطة لتدمير القافلة والقوات التي تتولي حراستها على أن يقود الهجوم بنفسه.
تغيرت الخطة لأن القافلة غيرت مسارها إلى بيت سوريك فانتقل المقاتلون العرب إلى تلك القرية، وعند الظهر وصلت القافلة إلى الكمين الجديد، فانقض عليها المهاجمون العرب من كل الجهات، وقاموا بتفجير الألغام تحت العربات، فأخذ الصهاينة يتركون العربات ويفرون باتجاه مستعمرة الخمس، فانتهت المعركة بتدمير القافلة وقتل عدد كبير من الصهاينة والإنجليز وفرار الأحياء منهم.
أصدر الحسيني أمراً لقواته بعدها بالتراجع، وقد كانت خسائر الجانب العربي في هذه المعركة سبعة شهداء لكنهم غنموا كمية كبيرة من الذخيرة والبنادق والرشاشات
معركة بئر السبع
تشكلت في بئر السبع حامية من الشرطة والهجانة قوامها 60 رجلاً بعد إعلان بريطانيا عن نيتها في الانسحاب من فلسطين، وأضيف إلى هذه الحامية عدد من المتطوعين من أبناء البدو، وتولي قيادتهم عبد الله أبو ستة.
لجأ الصهاينة بمجرد انسحاب بريطانيا من منطقة بئر السبع في 14/5/1948 إلى بسط سيطرتهم على الطرق الهامة من الناحية العسكرية، فيما قام العرب بدعم الحامية بعدد من المتطوعين المصريين والليبيين، وفي 18/5 دخلت كتيبة مشاة مصرية بقيادة أحمد عبد العزيز إلى قطاع بئر السبع، وما لبثت القيادة المصرية أن سحبت معظم هذه الوحدة بسبب أن الوضع العام يتطلب ذلك حسب قولها. وبذلك أصبح الدفاع عن المدينة ضعيفاً.
في 18/10/1948 شن الجيش الإسرائيلي هجومه على بئر السبع، فطلب قائد الحامية النجدة من الحكومة المصرية فلم تنجده، في الوقت الذي امتلك فيه الجيش الإسرائيلي يملك الطائرات ويهاجم المدينة بخمسة آلاف مقاتل مزودين بالمدافع والمصفحات والرشاشات الثقيلة.
بدأت المعركة بقصف جوي بدأ يوم 18/10 إلى يوم 21/10، نجم عنه تدمير عشرة منازل وقتل 7 أشخاص عدا عن الذعر الذي خلفه في المدينة.
يوم 20/10/1948، فهدت المدفعية للهجوم البري من الشمال والشمال الغربي لتدخلها يوم 21/10/1948 وتقضي على ما تبقي من مقاومة داخلها لتسيطر عليها تماماً.
معركة بيسان
ضمن إطار خطة "دال" التي تقضي باحتلال أكبر عدد من المدن والقرى العربية قبل الانسحاب بريطانيا، قامت الهاغاناة بشن هجوم على بيسان فجر 1/5/1948.
تسلل 300 مقاتل من الهاغاناة إلى تل الحصن واحتلوه ومن هذا الموقع بدأوا بقصف بيسان تمهيداً للهجوم عليها.
بدأ الهجوم على بيسان فجر 12/5/1948، ولم يكن في حانية بيسان غير 175 رجلاً أردنيون وفلسطينيين، ومع تمكنهم من صد الهجوم الأول كثف الصهاينة من الهجوم الثاني فدخلوا البلدة وقاموا بجمع أسلحة المناضلين.
ابلغ قائد الهجوم السكان بأن بإمكانهم البقاء في منازلهم على ألا يبدوا أي مقاومة، فبقي سكانها جمعياً، وبعد شهر طلب من الجميع مغادرة البلدة فنزح بعض السكان عنها، أما من أصر على البقاء فقد وضعته السلطات الصهيونية في عربات بقوة السلاح إلى الحدود السورية.
ثورة 1920:
حين قامت الحرب العالمية الأولى، أسهم العرب في هذه الحرب إلى جانب قوات الحلفاء الذين قدموا للعرب وعوداً باستقلال بلادهم الواقعة تحت الحكم العثماني.
بمجرد أن بدت بشائر النصر للحلفاء نكثوا بوعودهم وقاموا بتقسيم هذه الدول فيما بينهم، وأعطي وعد بلفور ووقعت اتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا وبريطانيا لاقتسام هذه الدول، وفتح باب الهجرة لليهود إلى أرض فلسطين، مما جعل العرب هنا يدركون خطورة الأمر، فحدث أول تحرك شعبي واسع للتعبير عن الإحباط وخيبة الأمل وعرف هذا التحرك الشعبي تاريخياً باسم "ثورة 1920".
كان هناك أكثر من سبب لهذا السخط الشعبي، منها تشكيل اللجنة الصهيونية برئاسة حاييم وايزمن للمساعدة في تطبيق وعد بلفور (1918)، فأخذت هذه اللجنة تدلي بكثير من التصريحات الاستفزازية مما كشف الأطماع الصهيونية في فلسطين، وكان من ضمن الأسباب أيضاً محاباة البريطانيين للصهاينة على حساب العرب، وذلك في كافة المجالات مثل جعل العبرية لغة رسمية في فلسطين.
كان هناك أسباب اجتماعية أيضاً لهذه الثورة، من ضمنها وضع الفلاحين الفلسطينيين تحت وطأة الضرائب، "كان على الفلاح أن يدفع 6 جنيهات في السنة من دخلة الذي يبلغ 26 جنيهاً" وفي نفس الوقت وقع الفلاح فرسية للمرابين لرفض الحكومة البريطانية إنشاء مصرف زراعي لإقراض الفلاحين العرب، وكذلك تقلد البريطانيون والصهاينة الوظائف الكبرى في البلاد، وتركوا الوظائف الدنيا للعرب، وعارضن العرب كذلك سياسة التعليم البريطانية.
ومن الأسباب الأخرى منع السلطات البريطانية عقد المؤتمر الفلسطيني، ونمو الحركة الثورية في مصر والسودان وسوريا ولبنان والعراق والمغرب.
بعد وقوع عدد من المظاهرات في جميع أنحاء فلسطين أصدرت سلطات الانتداب أمراً في 11/3/1920 يقضى بمنع المظاهرات بمختلف أشكالها.
في 4/4/1920 وقع صدام بعد أن منعت الشرطة أهل الخليل من دخول القدس لاحتفال بموسم النبي موسى، وكان أهل القدس وأهل نابلس قد خرجوا لاستقبالهم، وشارك المسيحيون في الاستقبال حسب العادة المتبعة، فاقتحم أبناء الخليل باب الخليل في القدس بالقوة وعلى شرفة النادي العربي بدأ الخطباء بإلقاء الكلمات الحماسية ومنهم موسى كاظم الحسيني وخليل بيدس وعارف العارف والحاج أمين الحسيني مما أثار الشعور القومي.
تسلل صهيوني أسمه "كريمربن مندل" وحاول خطف العلم وتمزيقه، فانقض الناس عليه وقتلوه، ثم صهيوني آخر مع عدد من الجنود لخطف العلم لكن رجلاً من الحشد قتلة بسيفه.
بعد ذلك اجتمع الشبان اليهود والجنود الإنجليز وهاجموا العرب المحتفلين بالموسم فنشبت معركة حامية سقط فيها 9 قتلي و 122 جريحاً من الطرفين، وهذه المعركة فجرت الصراع الذي استمر حتى يوم 8/4/1920 حيث حاصرت القوات البريطانية القدس، وقد ذكر بلاغ بريطاني أن حصيلة هذه الأيام كانت مقتل 4 من العرب و9 من اليهود و 2500 جريحاً من الطرفين.
ورغم إعلان الأحكام العرفية وحظر التجول إلا أن المقاومة استمرت حتى 10/4 أصدرت سلطات الانتداب أحكاماً بالسجن ضد 23 شخصاً من بينهم عارف العارف وأمين الحسيني الذين تمكنا من الفرار إلى شرقي الأردن. كما أقالت موسى كاظم الحسيني من رئاسة بلدية القدس وعينت راغب النشاشيبي مكانه.
بعد ذلك تم تكليف لجنة (بالين) بالتحقيق الذي كانت نيتجته "أن الهجوم كان كله ضد اليهود" لكن اللجنة أقرت بأن "المواطنين يشعرون بالظلم".
واتصف ثورة 1920 بما يلي:
1. كانت أول تجربة للمقاومة ضد الاستعمار والصهيونية التي اتخذت شكلاً جماهيرياً.
2. مثلت انتقال الوعي إلى المقاومة.
3. القوى التي قامت بالثورة لم تكن منظمة.
لهذه الأسباب وصفت مرة بأنها ثورة ومرة بأنها انتفاضة.
ثورة 1929:
ثورة البراقبسبب من ضعف القيادة الفلسطينية وترددها، كان العمل بين عامي 1922-1929 على الصعيد الوطني راكداً ماعدا بعض المظاهرات الجماهيرية.
يضاف إلى ذلك شراسة الاستعمار البريطاني وبطشه وتشكيل الوحدات الصهيونية الإرهابية مما أدى إلى عدم وجود تكافؤ في القوى.
مع بداية عام 1929 ازداد الوضع سوءاً خصوصاً بعد سلسلة من الكوارث الطبيعية كالجراد والزلزال والوباء (1927)، وكذلك بداية الأزمة الاقتصادية العالمية (1929-1932). في هذا الوقت سنت حكومة الانتداب مجموعة من القرارات سهلت من تدفق اليهود إلى فلسطين مما اقترن بانتزاع رقعة أوسع من الأراضي من يد الفلاحين الفلسطينيين، وأضيف إلى ذلك احتكار المؤسسة الصهيونية للصناعة.
وسط هذه الأجواء نظم الصهاينة في 14/8/1929 في تل أبيب مظاهرة ضخمة بمناسبة ذكرى "تدمير هيكل سليمان"، في اليوم التالي تلتها مظاهرة في القدس وصلت إلى حائط البراق ورفعوا العلم الصهيوني وأخذوا يرددون "هاتكفا" وهو النشيد القومي الصهيوني، ومن ثم أخذوا يطالبون باستعادة حائط البراق (المبكي) بزعم أنه الجدار الباقي من الهيكل.
يوم الجمعة 16/8 كانت ذكرى المولد النبوي الشريف، فتوجه أهالي القدس والقرى المحيطة إلى المسجد الأقصى للاحتفال كعادتهم كل سنة، وقد شكلوا مظاهرة ضخمة بعد صلاة الظهر اتجهت إلى حائط البراق حيث حطموا طاولة وضعها اليهود على الرصيف جوار الحائط وقاموا بإحراق أوراق فيها بعض نصوص الصلاة اليهودية الموضوعية في ثقوب حائط المبكي.
في اليوم التالي حدث اشتباك أدى إلى جرح 11 شخصاً من الجانبين ووفاة أحد الصهاينة فقامت القوات البريطانية باعتقال عدد كبير من العرب وبعض اليهود.
جاءت الأخبار بنية اليهود شن هجوم على حائط البراق واحتلاله، فتدفق أهالي القرى إلى القدس بأعداد ضخمة يوم 23/8/1929، وهم مسلحون بالعصي والهراوات، وخرج المصلون من الأقصى ليجدوا تجمعاً صهيونياً فاشتبك الطرفان، مما كان سبباً لدخول الدبابات البريطانية إلى القدس عصر ذلك اليوم،.
وصلت أبناء القدس إلى الخليل ونابلس، فانطلقت الجماهير في مظاهرات عنيفة، وهاجم أهل الخليل الحي اليهودي فقتل أكثر من 60 يهودياً وجرح أكثر من 50 آخرين.
في الوقت الذي حاول فيه أهل نابلس انتزاع الأسلحة من أحد مراكز الشرطة وقامت مواجهات عنيفة كذلك في يافا وبيسان والحي القديم في حيفا التي قتل فيها إمام أحد المساجد وستة من العرب نتيجة إطلاق النار عليهم من قبل الشرطة البريطانية.
يوم 26/8 هاجم اليهود مسجد عكاشة وخربوه.
شاع الخبر في صفد أن اليهود اعتدوا على الحرم الشريف وهدموه وأحرقوه، فهرع الناس مساء 29/8/1929 إلى حارة اليهود وخلعوا أبواب المحلات التجارية وأشعلوا فيها النار. حدث أن ألقى مجهولون قنبلة قتلت 4 من اليهود و3 من خيول الشرطة فجاءت يوم 30/8 القوات البريطانية من المناطق المجاورة وأطلقت النار على كل عربي وجدته في حارة اليهود مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
القي القبص على حوالي 400 عربي وتم نقل بعضهم إلى سجن عكا، وأعدم في تلك القضية يوم 17/6/1930 الشهداء الثلاثة فؤاد حجازي في صفد، ومحمد جمجموم وعطا الزير من الخليل.
بعدها شكل عدد من شباب صفد جماعة تحصنت في الجبال لمقاومة الإنجليز والصهاينة، وكان بعدها شكل عدد من شباب صفد جماعة تحصنت في الجبال لمقاومة الإنجليز والصهاينة، وكان من نتائج المعركة التي جرت في صفد أن اليهود أخذوا يخلون المدينة تدريجياً.
في النهاية كانت حصيلة هذه الثورة وقوع 133 قتيلاً من اليهود وجرح 239 منهم، فيما قدم العرب 116 شهيداً و 232 جريحاً وقدم إلى المحاكمة ما يزيد عن ألف شخص أكثر من 900 منهم من العرب، وصدر الحكم بالإعدام على 25 شخص منهم يهودي واحد.